ارشيف المدونة

أحدث التقنيات في أجهزة مراقبة القلب

أحدث التقنيات في أجهزة مراقبة القلب

تمثل التقنيات الجديدة تحولاً ضخماً في مجال الرعاية الصحية، حيث أصبحت الأدوات الطبية أكثر تطوراً من أي وقت مضى.
تعتبر أجهزة مراقبة القلب من بين أبرز هذه التطورات، حيث تجاوزت حدود استخدامها في المستشفيات لتصبح أدوات يمكن ارتداؤها،
حتى يمكن المرضى من مراقبة حالتهم الصحية بكل يسر وأمان في بيوتهم.

تهدف هذه المقالة إلى تقديم استعراض شامل لأحدث التقنيات والابتكارات في مجال أجهزة مراقبة القلب. سنسلط الضوء على
كيفية تحسين جودة الرعاية الصحية للمرضى من خلال مساهمات هذه التقنيات، مع التركيز على الفوائد المتعددة التي توفرها
مثل الدقة والمرونة وسهولة الاستخدام. من خلال مراجعة التطورات والفوائد المترتبة عنها، سنكون قادرين على فهم أعمق لتأثير
هذه التقنيات في إنقاذ الأرواح وتعزيز الصحة العامة.

صحة القلب والأوعية الدموية في العصر الحديث

لا تزال أمراض القلب والأوعية الدموية سبباً رئيسياً للوفاة على مستوى العالم، حيث توفي ما يقرب من 9 ملايين شخص حول
العالم بسبب أمراض القلب خلال العام 2019 حسب
منظمة الصحة العالمية. وفي ضوء هذه الأرقام لا يمكن إنكار الحاجة إلى
تكنولوجيا وأجهزة مراقبة القلب التي يمكن الاعتماد عليها وتكون دقيقة وسهلة الاستخدام.

ملحوظة : من المهم أن تتذكر أن الحفاظ على زيارات الطبيب المنتظمة ونمط الحياة الصحي هو أمر ضروري  لتقليل خطر الإصابة
بأمراض القلب. ومع ذلك فإن ظهور المعدات الطبية المبتكرة يوفر طبقة إضافية من الدعم، مما يوفر للمرضى والأطباء أدوات
متقدمة لمراقبة وتقييم صحة القلب والأوعية الدموية.

 

أحدث التقنيات والابتكارات في أجهزة مراقبة القلب 

أحرزت أجهزة مراقبة القلب تقدماً ملحوظاً، حيث تحولت من كونها أجهزة ضخمة مليئة بالأسلاك الثقيلة المستخدمة داخل
المستشفيات، إلى أدوات أنيقة يمكن ارتداؤها بسهولة في الحياة اليومية. 

جاء هذا التطور استجابة للحاجة المتزايدة لمراقبة صحة القلب بشكل مستمر وفوري، خصوصاً للأشخاص المعرضين
لمخاطر مرتفعة من أمراض القلب. وقد أسهم هذا التطور في تعزيز قدرات المراقبة الصحية، مما يوفر راحة أكبر وفعالية
محسنة للمستخدمين. ومن هذه الأجهزة : 

 

مراقبة تخطيط القلب (EKG)

تعد مراقبة تخطيط كهربية القلب (EKG) طريقة شائعة لمراقبة معدل ضربات القلب. والتي تم دمجها مع الساعات الذكية اليوم
فهي مجهزة بمستشعرات لمراقبة تخطيط القلب. ومع ذلك، تواجه هذه الأجهزة تحديات فيما يتعلق بعمر البطارية، حيث أن
المراقبة المستمرة تستنزف الطاقة.

و لمعالجة هذه المشكلة، قام باحثون في الصين بتطوير أجهزة تخطيط القلب القابلة للارتداء والتي تولد طاقة حركية من مرتديها.
تتمتع هذه الأجهزة بالقدرة على أن تكون أكثر دقة من الساعات الذكية بالإضافة يمكن لصقها على مناطق متعددة من الجسم،
مما يوفر المزيد من البيانات.

 

شرائط الاختبار

يتم استخدام شرائط الاختبار في التشخيص الطبي منذ سنوات عديدة في  قياس الجلوكوز واختبارات البول. ولكن هناك نوع جديد
من شرائط الاختبار يمكن أن يحدث ثورة في الطريقة التي نقيم بها صحة القلب. 

حيث طوَّر الباحثون شرائط ورقية تقيس مصل الدم، وتوفر قراءات لثلاث علامات معروفة لقصور القلب. الاختبار بسيط ومباشر،
ويعطي نتائج في حوالي 30 دقيقة، ويمكن للقارئ المتخصص تحليل هذه النتائج مباشرة.

 

غرسات ناعمة وقابلة للذوبان

وهي عبارة عن إدخال أجهزة استشعار تتوافق مع الجسم  قادرة على قياس حمض اللاكتيك، والمركبات العضوية  وتوازن
الرقم الهيدروجيني والضغط، هذا فتح آفاق جديدة في مراقبة صحة القلب. 

تم تصميم هذه الغرسات لتذوب بعد فترة، مما يلغي الحاجة إلى إجراء جراحة متابعة لإزالتها. يمكن لهذه التقنية المبتكرة أن
تقلل بشكل كبير من تكرار زيارات المرضى إلى المستشفى بعد إجراء عمليات جراحة القلب.

 

الدعامات الذكية القابلة للزرع

هي عبارة عن أنابيب توضع في الشرايين التاجية لإبقائها مفتوحة وتسهيل تدفق الدم إلى القلب بسلاسة، في الماضي
كانت الدعامات التقليدية قد تضيق بمرور الوقت مما يؤدي لبعض المضاعفات.

لكن بفضل التقدم في الأبحاث تم تطوير دعامات جديدة تتميز بقدرتها على إرسال بيانات حول أدائها، هذه الدعامات
مزودة بمكونات تكنولوجية متقدمة تمكنها من مراقبة وتأكيد التدفق الطبيعي للدم ومعدل ضربات القلب.

 

اختبار المؤشرات الحيوية للدم

اختبارات الدم يمكن أن تكشف الكثير عن صحة المريض، حيث كشفت الأبحاث الحديثة عن قدرة هذه المؤشرات الحيوية
في الدم على تقييم حالة دماغ الشخص بعد تعرضه لأزمة قلبية مما يمكن الأطباء من التنبؤ بشكل أدق وتحسين فرص
تعافي الدماغ بعد الأزمة القلبية، وذلك من خلال إجراء اختبار دم بسيط.

 

تأثير التكنولوجيا الحديثة على مراقبة القلب و رعاية المرضى

يمثل ظهور هذه التقنيات المبتكرة لمراقبة القلب خطوة مهمة إلى الأمام في رعاية المرضى فهي توفر طرق أكثر دقة
واستدامة وغير جراحية لمراقبة صحة القلب بشكل يسمح بالكشف المبكر والتدخل، مما قد ينقذ الأرواح في نهاية المطاف.

وبدون هذه الأنواع من المراقبة المستمرة طويلة الأمد، لن نكون قادرين على تشخيص الكثير من المشكلات الصعبة والتي
قد تؤدي إلى مضاعفات لا تحمد عقباها. 

على سبيل المثال، قد يخبر المريض طبيبه أنه يعاني من أعراض معينة كل بضعة أيام، باستخدام جهاز المراقبة، يمكن للمريض
أن يأخذه إلى المنزل ويرتديه، وهذا يعطي معلومات حقيقية تسمح للطبيب بتشخيص الحالة بدقة لم نكن لنحصل عليها لولا ذلك،
فهي ضرورية جداً في تشخيص الكثير من الحالات وإنقاذ الأرواح.

الخلاصة 

في الختام، ساهمت التقنيات الحديثة في أجهزة مراقبة القلب بشكل ملحوظ في تحسين رعاية المرضى، حيث أتاحت إمكانية
مراقبة القلب بشكل مباشر وبدون إجراءات جراحية. 

تحمل هذه التطورات معها فرصة كبيرة للمستقبل لتغيير طرق تشخيص وعلاج أمراض القلب و تقديم الاسعافات الأولية
لإنقاذ ملايين الأرواح.

لقد كانت رحلة تطوير معدات طبية من أجهزة ضخمة مخصصة للاستخدام داخل المستشفيات إلى أدوات مساعدة يمكن
ارتداؤها طويلة ومليئة بالتحديات، ولكن التقدم المستمر في تكنولوجيا مراقبة القلب يعكس القوة الهائلة للابتكار في مجال
الرعاية الصحية.

ومع استمرارنا في اعتماد وتطوير هذه التقنيات، نتجه نحو مستقبل يمكن فيه مراقبة وإدارة أمراض القلب بشكل أكثر فعالية،
مما يعد بتحسين جودة الحياة لملايين الأشخاص حول العالم.

اترك تعليقا
يمكن للأعضاء المسجلين فقط ترك تعليقات.